اختتمت ورشة العمل الخاصة بـ «رسم خريطة الكفاءات وتشجيع الحوار وتحديد مسار المهارات المعلوماتية في منطقة البحر الأبيض المتوسط» أعمالها ظهر أمس مشددة على إطلاق التعاون والحوار بين دول حوض المتوسط ودول المفوضية الأوروبية في مجال تقانيات المعلومات والإتصالات. 

 وكانت بدأت أعمال الورشة صباح أمس تحت شعار «رسم خريطة الكفاءات» «MAP-IT»، التي نظمتها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع اتحاد الجمعيات المعلوماتية العربية «اجمع»، ومنظمة مجتمع المعرفة التابعة للجنة الأوروبية، ومكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت.

الدكتور عماد صابوني المدير العام للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية افتتح يوم العمل بكلمة أكد فيها ضرورة اعتماد الحوار وتبادل المعلومات بين كافة الأطراف العاملة في قطاع تقانة الاتصالات والمعلومات، تلا ذلك كلمة ألقاها جرجس عواد، مسؤول قطاع الاتصالات والمعلومات في مركز اليونيسكو الإقليمي الدولي، أكد فيها أن قطاع الاتصالات والمعلومات يحتل مكانة محورية في تقدم البشر، مشيراً إلى أنه يقدم إمكانياتٍ جديدة وفرص عمل للارتقاء في سلم التنمية، وبشكلٍ خاص لدى الدول الأكثر فقراً في العالم التي لا يتاح لها القدرة على إنتاج المعلومات واستخدامها، الأمر الذي يحرمها من الكثير من فرص التنمية الحديثة.
وأوضح عواد أن التقانات تتطور بخطا سريعة للغاية بسبب دورة التجدد المتسارعة التي تؤدي إلى تقصير دورة المنتج على الدوام، لافتاً إلى أن التكنولوجيا في حد ذاتها ليست هي الجديد في الأمر، بل الجديد هو الجمع بين التكنولوجيات وتفاعلها اللذين يولدان منتجات وخدمات جديدة.
وأضاف: إن استخدام التكنولوجيات القديمة منها والجديدة معاً أنتج وسيلة فعالة لتيسير انتفاع الشرائح الاجتماعية القاطنة في مناطق مهمشة معلوماتياً، الأمر الذي يساعد على تعزيز تنمية المجتمعات المحلية.

وذكر عواد أنه تم تنظيم يوم رسم خريطة الكفاءات في مجال المعلومات والاتصال في هذا الإطار لتحديد مواقع الكفاءات في مجال المعلومات والاتصال في المنطقة وتعزيز الحوار بين الجهات المعنية في هذا المجال، مؤكداً أن الهدف الأساسي من هذا المؤتمر يكمن في منح أكبر عدد ممكن من المنظمات القدرة على الاستفادة من فرص التعاون مع أوروبا، وبشكلٍ خاص الخدمات التي يوفرها مشروع رسم خريطة الكفاءات مجاناً في المعلومات والتدريب.
أما بالنسبة للنتائج الأساسية المتوقعة، فقد أكد عواد أنها تتمثل في رسم خريطة الكفاءات وتقييم الأوراق التي تحدد أوضاع الشركات، وذلك لتحديد احتياجات الدول وتقديم اقتراحات التعاون وزيادة الوعي والتدريب وإطلاق الحوار بين الجهات المعنية.
من جانبه، أكد ألبيرتو سيوتو، أحد ممثلي المفوضية الأوروبية في المؤتمر، أنها قررت دعم مشروع تقانات المعلومات في بلدان المتوسط، خاصةً أنه لم يتم استثمار العديد من الفرص إلى الآن، مشيراً إلى أن كل دولة بحاجة لتنظيم قطاع تقانة المعلومات والاستفادة من الخبرة الأوروبية بما يتوافق مع تجربتها الخاصة في هذا المجال.
وأوضح سيوتو أن المفوضية الأوروبية ستعمل على تمويل المشروع في منطقة المتوسط، بهدف تجميع وإحصاء الكفاءات الموجودة في المنطقة وإقامة برنامج تعاوني تشارك فيه بلدان ومؤسسات مختلفة.

أما بالنسبة للنتائج المنتظرة من المشروع، فقد أكد سيوتو أنها تتمثل في رسم خريطة للكفاءات في كل البلدان واختيار مناطق ومنظمات مستهدفة قادرة على التعاون مع المنظمات الأوروبية ودعم الوعي وفتح الحوار الفعال معها.
وعن مراحل المشروع، أوضح «سيوتو» أنها ستبدأ بجمع البيانات والمعلومات وتقديم وثائق حول هذه البيانات للمفوضية الأوروبية، مشيراً إلى أن الدول المستهدفة من المشروع هي: «الجزائر- مصر- الأردن- لبنان- المغرب- سورية- تونس»، ليتم الانتقال إلى رسم خريطة الكفاءات في المجال العلمي.

أما بالنسبة لرسم الخريطة فقد أكد سيوتو ضرورة تحديد المجالات التقانية النشيطة من خلال رسم استبيان وتقديم طريقة منهجية لجمع المعلومات عن المؤسسات المميزة، بغرض تعزيز فرص المشاركة بينها وبين المنظمات الأوروبية، موضحاً أن المفوضية الأوروبية تمتلك خبراء محليين للمساعدة في تقييم اللاعبين الرئيسيين والمستثمرين.
كما أشار إلى أن المفوضية الأوروبية قامت بتحديد «2700» مؤسسة تنوي المشاركة في المشروع، موضحاً أن المفوضية تطمح إلى التواصل مع «4000» مؤسسة راغبة في التعاون مع الشركات الأوروبية في المنطقة، سواء أكانت من غرف الصناعة أم التجارة أم الجامعات أم مراكز البحوث أم الناشطين في ميادين البحث العلمي.
وختم سيوتو: إن المفوضية الأوروبية تسعى إلى رسم خريطة بيانات «500» شركة في كل دولة، على أن يتم اختيار «50» شركة متميزة منها للتعاون مع المفوضية الأوروبية، إضافة إلى تشكيل خطة تطوير مشتركة معها.

بدوره، أوضح «ثيس ويتيغ»، المستشار التقني لبرنامج دعم تقانات مجتمع المعلومات في الدول المتوسطية«MED-ICT»، أن البرنامج يهدف إلى مساعدة الدول المتوسطية في تطوير أعمال المعلوماتية والبحث العلمي فيها، إضافة إلى تحديد الشركات والمنظمات والإمكانات الموجودة في هذه الدول، ليتم بعدها تأسيس شبكات تعاون بين هذه الدول والقارة الأوروبية، مؤكداً ضرورة العمل على مواجهة كافة هذه التحديات ضمن إستراتيجياتٍ ناجعة.

وأكد ويتيغ أهمية تحديد دول المتوسط أولوياتها من تقانات الاتصالات والمعلومات على المستوى المحلي، لافتاً إلى أن الوضع الراهن في الدول المتوسطية يعاني من قلة برامج البحث، خاصةً أن مشاريع الدكتوراه محدودة، الأمر الذي قلل من إمكانية التعاون في مشروعات المعلوماتية.
وأشار ويتيغ إلى أن ضرورة العمل على إيجاد سياسات شاملة فيما يتعلق بهذا النوع من المشاريع على مستوى الدول المتوسطية، مؤكداً أن أهداف الـ «MED –ICT» تتمثل في وضع قائمة من أولويات البحث العملي في الدول المتوسطية وتحديد أهدافها ومهامها، إضافة إلى تحديد الاتجاه الزمني الكامل لهذه المشروعات.