أبلغت مصادر أمنية وأخرى بلدية جنوبية "النشرة" أنّ المنطقة الجنوبية الحدودية المتاخمة للمستعمرات الاسرائيلية تشهد تشويشًا على الهاتف الخلوي منذ فترة، مشيرة إلى أنّ التشويش على خطوط الهاتف يصل حتى صيدا ويتسبّب بإضعاف الارسال وبتداخل الخطوط الهاتفية فيما بينها.
وأشارت إلى أنه عند محاولة أيّ شخص الاتصال من خلال جهازه الخلوي بشخص آخر، يظهر شخصا غير الشخص المطلوب ثم ينقطع الاتصال ليعيد المتصل الأمر أكثر من 3 مرات ليتكلم أقل مما هو مطلوب للمخابرة وهو أمرٌ يلحق أفدح الخسائر بأصحاب الخطوط الخلوية الذين يلمسون في خطوطهم ذبذبات لدى قيامهم بفتحها للاتصال بآخرين، ما ينعكس فوضى في الاتصالات وتشويشا في الخطوط الخلوية في جنوب لبنان من الحدود امتدادًا إلى النبطية وحاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل وصور وبشكل يخف حينا ويرتفع أحيانا والخسارة على صاحب المكالمة الاولى.
وأوضحت المصادر لـ"النشرة" أنّ هذه الفوضى في الاتصالات الناجمة عن التشويش بين الخطوط وتداخلها فيما بينها مرده إلى أجهزة التنصت الاسرائيلية المزروعة على الحدود من الناقورة وصولا إلى مرتفعات شبعا وجبل الشيخ وإلى الرادارات التي نصبتها اسرائيل فوق مواقعها المشرفة على الحدود اللبنانية والتي يصل مداها الى البحر والى الساحل الجنوبي والى التحليق المتواصل للطيران الحربي والاستطلاعي فوق الجنوب.
وأشارت المصادر إلى أنّ الزوارق الحربية الاسرائيلية المتمركزة في عرض البحر تمارس دورا كبيرا في هذا التشويش على الهاتف الخلوي جنوبا، مؤكدة ان وتيرة التشويش هذه ترتفع في كل مرة بعد كل مناورة اسرائيلية على الحدود مع لبنان في مزارع شبعا والجولان السوري المحتل، موضحة ان الاقمار الصناعية والصحون اللاقطة المرفوعة على المواقع الاسرائيلية تلعب دورا كبيرا في التشويش على الهاتف والذي يطاول اجهزة الاستقبال لمحطات التلفزة والانترنت.
ولفتت المصادر إلى أنّ هذا التشويش يندرج في اطار حرب التجسس التي تمارسها اسرائيل ضد لبنان بعدما نصبت اكثر من 100 عامود ارسال من مختلف الاحجام والالوان والمجهزة بآلات مراقبة ووسائل التنصت الحساسة والتي تبدو مرفوعة على التلال القريبة من المواقع الاسرائيلية على طول الحدود الدولية مع لبنان وبمحاذاة الخط الازرق وفي المستعمرات الاسرائيلية المطلة على الاراضي اللبنانية في العديسة وكفركلا ومارون الراس وحولا ومركبا وميس الجبل والوزاني وعيتا الشعب والغجر والعباسية وعيترون ورميش وبوابة فاطمة والناقورة وتلال كفرشوبا وشبعا وغيرها من القرى والبلدات الجنوبية المقابلة للحدود الدولية.