كشف تقرير صادر عن مجموعة "أكسفورد بيزنس" المتخصصة في استشارات الأعمال النقاب عن أن مصر تمتلك ميزات تنافسية متنوعة تؤهلها لتكون مركزاً عالمياً لصناعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كثيفة العمالة.
التقرير اعتبر أن التكلفة التنافسية التي تتمتع بها مصرفي مجال خدمات التعهيدفيما يخص الأجور والبنية التحتية وأسعار الطاقة تتوافق مع المعايير الدولية إلى جانب وجود قاعدة متنوعة من العمالة الماهرة لغوياً وتقنياً مقابل أجور تنافسية أسهمت في بناء سمعة قوية لمصر على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية كمركز لتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخاصة في مجال تعهيد نظم الأعمال وتعهيد خدمات المعرفة، حيث وصلت عائداتها إلى 1.1 مليار دولار عام 2011.
وأشار جورجيو موديستي الرئيس التنفيذي لشركة "تيليبرفورمانس مصر" في مقابلة مع مجموعة "أكسفورد بيزنس" بأنه على الرغم من عدم استقرار الأوضاع في مصر في الفترة الماضية، إلا أنه لم تتأثر خدمات الشركة بمصر مشيراً إلى المميزات النوعية والتنافسية لخدمات التعهيد في مصر.
وأوضح التقرير، الذي حصلت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" على نسخة منه، أن مجمل أعداد العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري بلغ حوالي 43 ألف موظفاً، وأن هناك حوالي 425ألف طالباً يتخرجون سنويا من الجامعات المصرية من تخصصات مختلفة تتناسب مع صناعة التعهيد، بما في ذلك التكنولوجيا والتجارة، منهم 31 ألفاً يجيدون لغات أوروبية غربية متنوعة.وأفاد التقرير بأن مصر تسعى جاهدة من أجل تدريب وإيجاد العمالة المؤهلة للعمل في وظائف المستويات الإدارية الوسطى غير أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي قامتا بتنفيذ مراحل مختلفة لتطوير مناهج وبرامج التدريب المعروفة على المستوى الجامعي لمساعدة الخريجين قادرين على تلبية متطلبات العمل في مجال خدمات التعهيد. وتم تطبيق البرنامج على مستوى 16 جامعة في جميع أنحاء مصر، وتم تخريج أكثر من 6 آلاف متدرب متخصص في المسارات التكنولوجية ذات الصلة بتعهيد نظم الأعمال.
ونوه القرير إلى أن تنافسية تكلفة الاتصالات لا تزال عاملا في غاية الأهمية من أي وقت مضى، وأنه وفقاً لتقارير هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" تعتبر تكاليف خدمات تعهيد الأعمال عبر مراكز الاتصالات المتخصصة في مصر تقترب لتلك التي في الهند والفلبين، الرائدتين عالميا في هذا المجال بفضل نجاحهما في استثمار عنصر انخفاض التكلفة.
وأضاف التقرير أن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" أشارت في عام 2010 إلى أن تكاليف تشغيل مراكز الاتصال بلغت 15830 دولار لكل موظف، مقارنة ب 16360 دولار للفلبين، و15010 دولار في الهند. هذا، وبلغ متوسط أجور الموظفين 9430 دولار، مع حوالي 6400 دولار استأثرت به التكنولوجيا والاتصالات، والإيجار، والصيانة.
وصرح المهندس/ حسين الجريتلي الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" بأن هذا التقرير يؤكد على استمرار إدراك الشركات العالمية والمؤسسات البحثية بمكانة مصر كواحدة من الدول المفضلة في مجال خدمات تكنولوجيا المعلومات نظراً لتوافر المميزات التنافسية وعلى رأسها وفرة الكوادر البشرية المدربة والدعم الحكومي والتعدد اللغوي والتكلفة التنافسية.
وأضاف المهندس/ حسين أن التقرير قد ذكر أن مصر بدأت في تصدير ونقل خبراتها في مجال التعهيد إلى الأسواق الأفريقية، حيث وقعت وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرية العام الماضي مع نظيرتها الأوغندية مذكرة تفاهم لتوفير الدعم والإرشاد لتطوير صناعة تعهيد نظم الأعمال في أوغندا، وقد أرسلت مصر فريقاً من المدربين لأوغندا لتوفير الدعم التقني وإعداد خطط لتدريب حوالي 3 آلاف أوغنديا في قطاع تعهيد نظم الأعمال في مصر.