ووفقا لتحليل وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية"، انخفض أقل سعر للميجابايت لاستخدام الإنترنت بواسطة شبكة المتنقل من أربع هللات في عام 2009م إلى هللتين في عام 2013م بنسبة انخفاض 50 في المائة، إذ تم تخفيض سعر باقة 5 جيجا من 200 ريال في عام 2009م إلى 100 ريال حالياً.
وأدى تراجع الأسعار إلى زيادة استهلاك خدمات الاتصالات الصوتية نهاية عام 2013م إلى نحو 150 مليار دقيقة، مقابل ثمانية مليارات دقيقة فقط في عام 2005م، بزيادة تجاوزت 1775 في المائة.
ووفقاً للتحليل، فقد تراجعت أسعار خدمات الاتصالات المتنقلة في السعودية نتيجة ثلاثة عوامل رئيسية، الأول هو ارتفاع مستوى المنافسة في سوق الاتصالات في السعودية الآخذ في الازدياد، والعامل الثاني هو قرار الهيئة بعدم الرجوع لها في العروض الترويجية للشركات، والعامل الثالث هو تغير طريقة تقديم الخدمات لتصبح في شكل باقات بدلا من مفردة.
العامل الأول، كانت سوق الاتصالات المتنقلة في السعودية قد شهدت عبر مراحل التخصيص دخول مشغلين إضافيين إلى المشغل الأول شركة الاتصالات السعودية، وهما (موبايلي - 2005) وشركة (زين - 2008).
ومنحت هيئة الاتصالات السعودية أخيراً، رخص تقديم خدمات مشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة الافتراضي (MVNO) لكل من اتحاد فيرجن موبايل السعودية مع مقدم الخدمة المضيف شركة الاتصالات السعودية، واتحاد جوراء، مع مقدم الخدمة المضيف شركة اتحاد اتصالات (موبايلي)، بالإضافة إلى طرح وثيقة طلب الحصول على ترخيص تقديم خدمات مشغل شبكات الاتصالات المتنقلة الافتراضية مع المشغل المضيف ذي البنية التحتية شركة الاتصالات المتنقلة "زين"، حيث سيتم الإعلان عن المشغل الفائز بعد استكمال إجراءات الترخيص.
ومن المتوقع أن يساهم هؤلاء المشغلون بعد البدء في تقديم الخدمات في استمرار وتيرة هذا الانخفاض في أسعار خدمات الاتصالات في السعودية. ويبلغ عدد مقدمي خدمات الاتصالات المتنقلة في السعودية حالياً، ثلاثة مشغلين، وبالترخيص لمشغلين جديدين، يصبح عدد مقدمي خدمات الاتصالات المتنقلة، خمسة مشغلين، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد إلى ستة مشغلين عند منح رخصة مشغل افتراضي ثالث.
وفيما يتعلق بالعامل الثاني لتراجع أسعار خدمات الاتصالات المتنقلة في السعودية، فقد قامت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات منتصف عام 2012م بإصدار قرار للحد من التدخل التنظيمي للهيئة في السوق، وهو القرار الذي مكَّن الشركات من إطلاق العروض الترويجية المؤقتة دون العودة إلى الهيئة، وهي الخطوة، التي يرجّح أنها أدت إلى تشجيع التنافس بين الشركات لطرح العديد من التخفيضات والمميزات التي استفاد منها المشتركون.
أما العامل الثالث وراء تراجع أسعار خدمات الاتصالات المتنقلة، فمن الملاحظ أن أسعار الخدمات قد تأثرت بشكل ملحوظ بالتغير الذي طرأ على أسلوب تقديمها، إذ كانت الخدمات تقدم في السابق مفردة، وليست مدرجة ضمن حزم مدمجة بعدد من الخدمات.
واعتمد الأسلوب الجديد في تقديم الخدمات على أسلوب تحزيم الخدمات ودمجها في باقات متنوعة، مقابل رسم اشتراك شهري واحد، شاملاً باقةً من الدقائق الصوتية، والرسائل النصية القصيرة وخدمات البيانات والإنترنت وغيرها.
وأدى هذا الأسلوب الجديد في تقديم الخدمات وتسويقها (نظام بعض الباقات) إلى انخفاض سعر الدقيقة في خدمات الاتصالات المتنقلة، حيث تشمل الباقات مكالمات مجانية داخل الشبكة، مع إنترنت مفتوح.
وفي باقات أخرى، حقق هذا الأسلوب انخفاضا يقدر بـ80 في المائة، مقارنة بما لو تم دفع قيمة الخدمات الصوتية كخدمات مفردة، إذ تحولت قيمة الدقيقة إلى خمس هللات فقط في بعض الباقات، إضافة إلى الحصول على خدمات إنترنت ورسائل قصيرة مجانا.
استهلاك 150 مليار دقيقة في 2013
وعلى مستوى كثافة الاستخدام، تشير آخر الإحصائيات الصادرة عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، إلى تضاعف عدد الدقائق المستخدمة في المحادثات الصوتية إلى أرقام مرتفعة جداً في السعودية، تجاوزت المعدلات القياسية العالمية.
واستهلك مشتركو خدمات الاتصالات في المملكة نهاية عام 2013م نحو 150 مليار دقيقة، مقابل ثمانية مليارات دقيقة فقط في عام 2005م، بزيادة تجاوزت 1800 في المائة.
الاتصالات الثابتة
وعلى مستوى الاتصالات الثابتة، كشف الاتحاد الدولي للاتصالات أن ترتيب السعودية يأتي من ضمن الدول الأكثر انخفاضاً في أسعار المكالمات الداخلية (داخل المدن) للاتصالات الثابتة، وجاءت في المرتبة الثالثة خليجياً حسب التقرير.
نسبة الإنفاق على الاتصالات من الدخل
وحسب ما ورد في سلة أسعار الاتصالات، التي تصدر عن الاتحاد الدولي للاتصالات التي تحسب النسبة المئوية لإنفاق الفرد على خدمات الاتصالات الأساسية (الاتصالات الثابتة، الاتصالات المتنقلة، والنطاق العريض الثابت) من دخله السنوي المتاح، احتلت السعودية المرتبة (35) من بين 161 دولة في ترتيب أقل سلة أسعار لمجمل خدمات الاتصالات.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن سلة أسعار الخدمات للمستهلك (المستخدم) تقيس في المتوسط مستوى إنفاق الفرد (المستخدم) على مجموعة من خدمات الاتصالات، وخدمات النطاق العريض منسوبة إلى دخل الفرد المتاح، وتعتمد بشكل أساسي على كمية الاستخدام ونوعية الخدمات. ويجب هنا أن نفرق بين إنفاق الفرد (المستخدم) على الخدمات، الذي يبرزه عددها وكمية استخدامها، وبين أسعار خدمات الاتصالات التي يقيسها سعر الخدمة للدقيقة بالنسبة للاتصالات الصوتية، أو بالميجا بايت بالنسبة لخدمات البيانات. وأدى تطور أجهزة الهواتف المتنقلة، وازدياد اقتناء الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية - وما تحتويه من تطبيقات وبرامج، تتطلب اتصالا بخدمات الإنترنت عبر شبكة الهاتف المتنقل - إلى ارتفاع نسبة إنفاق الفرد على خدمات الاتصالات من دخله السنوي على الرغم من انخفاض أسعار الخدمات.
مؤشرات مهمة في القطاع
يصنف الاتحاد الدولي للاتصالات نسبة الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة في السعودية ضمن المعدلات الأعلى انتشاراً عالمياً، إذ بلغت نحو 170 في المائة بالنسبة للسكان، بما يقارب 51 مليون اشتراك بنهاية عام 2013م.
* وحدة التقارير الاقتصادية
© الاقتصادية 2014